ادارة المركز

منذ الخليقة الاولى ومرورا بنشوء الحضارات الاولى كانت هناك علاقة توجس وريبة بين الانسان والمحيط متمثلا بعوامل بيئية مختلفة كعوامل المناخ مثل الامطار والرياح وتغاير درجة الحرارة وعلاقته مع الاحياء الاخرى نباتية او حيوانية وهذه العلاقة المتشنجة والحذرة ينتج منها سلوك قاسي من فبل الانسان تجاه مايحيطه من ظروف حية او غير حية اذ سعى جاهدا لمقاومة كل كائن غيرمتطابق مع مصالحه وعمل على استبعاد كل الاحياء التي لا يستفاد منها او التي تشكل خطر ظاهر او كامن تجاهه وتدرج هذا الاستبعاد من الحرمان من مكان العيش ومصادر الغذاء ومنع التكاثر الى الصيد والابادة الجماعية للتجمعات السكانية لكل كائن يتعارض مع مصالح البشر الذي استوطن الارض وعمل على الاستحواذ على مواطن الاحياء الاخرى ومن جانب اخر كانت الطبيعة تفرض قساوتها على الانسان من خلال التأثيرات السلبية لعواملها كالفيضانات والاعاصير والبراكين ومواسم الجفاف اضافة الى تاثير الحيوانات المفترسة وهجرة الحشرات التي تسبب ضررا كبيرا كالجراد وغيرها وبالتالي حاول الانسان التقرب والتودد للطبيعة القاسية من خلال تجنب مناطق الجفاف والسكن قرب مصادر المياه وغيرها من اساليب الوقاية للظروف المتطرفة وعمل على كسب رضى البيئة من خلال المعتقدات الدينية اذ جعل معظم الالهة المقدسة لديه تتناغم مع المسببات الطبيعية للمخاطر والكوارث مثل الهة النار والهة المطر والهة الشمس وغيرها . واستمر ذلك الصراع الخفي بين الانسان والبيئة وتراوح الفوز بينهما لفترات مختلفة فقد استطاع الانسان أن يحقق فوزا ساحقا على البيئة من خلال الثورة الصناعية التي نتج عنها استغلال بشع لموارد الطبيعة واستنزافها بشكل قاسي الا أن ذلك لم يدم طويلا فسرعان ما قلت مصادر الغذاء وانتشرت الاوبئة والافات الضارة والتي ساهمت في انتشار الامراض والتاثير السلبي على دخل الفرد وانخفاض موارده المادية وبذلك حققت البيئة نصرا ساحقا فرض على الانسان قيودا صارمة تطلب منه العديد من الإجراءات ليقلل تاثير البيئة عليه منها تقليل استنزاف موارد الطبيعة وخفض مصادر التلوث والمحافظة على التنوع البايولوجي والعودة الى مصادر الطاقة المستدامة كالشمس والرياح وغيرها .