الصيد الجائر للطيور المهاجرة: تدميرٌ للطبيعة وتَحَدٍّ للإنسانية …
تُشكِّل الطيور المهاجرة جسراً حيوياً يربط بين النظم البيئية المتباعدة حيث تقطع آلاف الكيلومترات سنوياً بين مناطق التكاثر والمناطق الدافئة لكن هذه الرحلة الملحمية تواجه خطراً مُحدقاً يتمثل في الصيد الجائر الذي يُهدد بانقراض أنواعٍ عديدة ويُخل بتوازن الطبيعة مما يستدعي وقفةً عاجلةً لحماية هذه الكائنات الرمزية …
تُقدِّر منظمة الفاو أن 25 مليون طائر تُصطاد سنوياً في منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنها أنواع مهددة بالانقراض مثل طائر السمان و الحُبارى …
من الأسباب الخفية وراء الاستنزاف هو الربح السريع حيث تجارة الطيور النادرة كـالصقور أو طيور الزينة تُدرّ ملايين الدولارات في الأسواق السوداء وايضاً غياب الوعي حيث يعتبر بعض الصيادين أن صيد الطيور "حق تقليدي" دون إدراك تأثير ذلك على التوازن البيئي من جانب آخر ضعف الرقابة التي تكاد تنعدم في المناطق النائية مثل غابات أفريقيا أو جزر المحيط الهادئ و الصيد العرضي الذي بسببه تموت آلاف الطيور في شباك الصيد المخصصة للأسماك أو بسبب التلوث البلاستيكي …
من اهم الاضرار الملموسة للصيد الجائر :-
- انقراض الأنواع :- انخفضت أعداد (اللقلق الأبيض )بنسبة 50% خلال عقدين في أوروبا بسبب الصيد غير القانوني.
- تدمير الزراعة :- تختفي الطيور التي تتغذى على الحشرات الضارة مما يزيد استخدام المبيدات الكيميائية ويُرهق التربة.
- انتشار الأمراض :- قد تُنقل فيروسات مثل (أنفلونزا الطيور ) عبر الاتجار غير الخاضع للرقابة في الطيور البرية.
- تأثيرات مناخية :- تختل دورة نقل البذور مما يُقلل من قدرة الغابات على امتصاص الكربون.
حلولٌ استباقية للحد من الأزمة :
1. تشريعات صارمة : كتطبيق نظام صارم بتجريم صيد الطيور المهددة ومنع بيعها في الاسواق السوداء.
2. تمويل المشاريع البديلة : تحويل الصيادين إلى مرشدين سياحيين أو عمال في مشاريع الطاقة النظيفة.
3.تعليم الأجيال الجديدة : إدراج موضوع حماية الطيور المهاجرة في مناهج المدارس.
4.حملات عالمية : دعم مبادرات مثل "يوم الطيور المهاجرة"الذي تُنظمه الأمم المتحدة
في شهر ايار من كل عام.
5. عدم تشجيع تجارة اطلاق سراح الطيور مقابل اموال: ايقاف ومحاسبة من يصيد الطيور ويعرضها للمارة بدفع مبلغ بخس شرط اطلاق سراحها وهذا ما يحدث في محافظة كركوك.
من مبدأ " ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء" يكفينا دمار لكل ما خلق للانسان ....
الطيور تُنذرنا… فهل نسمع لها؟
ليست الطيور مجرد زينة للسماء بل هي مؤشرٌ على صحة الكوكب إن إنقاذها من الصيد الجائر مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون قانونية ويتطلب تضافر الجهود الفردية والحكومية …
تاكات المحتوى: حماية التنوع البايلوجي
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: abrar.saleh@uobabylon.edu.iq