بعد سنوات من التحديات البيئية، أطلقت الصين حلًّا ثوريًا يُحوِّل شفرات توربينات الرياح المُتقاعدة من عبئ بيئي إلى مادة بناء ذكية تُعزِّز متانة الطرق وتدعم الاقتصاد الدائري …
كيف تحولت الشفرات إلى إسفلت؟
بقيادة البروفيسور ( تانغ تشي تشنغ ) من معهد لانتشو للفيزياء الكيميائية، طوَّر الفريق البحثي – عبر 5 سنوات من العمل – تقنية تجمع بين التكسير الميكانيكي والمعالجة الكيميائية لتفكيك الشفرات المصنوعة من الألياف الزجاجية والكربونية وراتنجات الإيبوكسي، وتحويلها إلى حبيبات تُدمج مع خلطات الأسفلت والخرسانة …
تجربة ناجحة على أرض الواقع :-
في سبتمبر 2024، خضع جزء من طريق تشينغفو السريع في مقاطعة قانسو لاختبار عملي، حيث استُخدمت الشفرات المُعاد تدويرها في رصف الأسفلت. وبعد مراقبة دامت 5 أشهر، أكد وانغ تشاو لي (نائب مدير شركة البناء) أن السطح ظل خاليًا من التشققات والحفر، متفوقًا على الأساليب التقليدية في التحمل …
لماذا يُعد هذا الابتكار لعبة تغيير ؟
1. حل لمشكلة عالمية: تُعتبر شفرات التوربينات من أصعب النفايات تدويرًا بسبب تركيبتها المعقدة، وهذه أول تقنية قابلة للتطوير تجاريًّا.
2.تعزيز البنية التحتية الخضراء: بدلًا من طمر الشفرات في المكبات، تُصبح مادة خام لطرق أكثر استدامة.
3. دعم الأهداف المناخية: يساهم الابتكار في تقليل بصمة الكربون لقطاعَي الطاقة والبناء، وهو ما يتوافق مع هدف الصين للحياد الكربوني بحلول 2060 .
ماذا بعد؟
تعمل الصين حاليًّا على:
- توسيع نطاق المشروع عبر تجارب في مناطق صناعية جديدة
- تطوير معايير فنية لدمج الشفرات المُعاد تدويرها في مشاريع البنية التحتية الكبرى
- تعزيز التعاون بين مراكز الأبحاث وشركات الطاقة والبناء لإنشاء سلسلة توريد خضراء
الصورة الأكبر.
هذا الابتكار ليس مجرد حل تقني، بل جزء من استراتيجية أوسع لتحويل الصين إلى قائدة في "الاقتصاد الدائري"، حيث تُعاد تدوير 85% من مكونات توربينات الرياح بحلول 2030 وفقًا لتقارير سابقة لـ"شينخوا"، وهو ما يعزز موقعها كأكبر سوق لطاقة الرياح عالميًّا (بسعة 400 جيجاوات) ويُترجم التزامها بتحويل التحديات البيئية إلى فرص اقتصادية.
هذا الإنجاز هو تتويج للأبحاث التي أُعلن عنها مسبقًا، حيث تُثبت الصين أن الحلول المبتكرة قادرة على تحويل "المشكلة" إلى ركيزة للتنمية المستدامة. فبينما ركزت التقارير السابقة على النظرية، تأتي تجربة طريق تشينغفو كدليل ملموس على أن المستقبل الأخضر قيد التشييد بالفعل!
هل ستطبيق بحوثنا في المجالات الصناعية ....وهل هناك جهة تستطيع تبنيها...بين هذا وذاك ضاع الحاضر والمستقبل !
تاكات المحتوى: تنمية مستدامة
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: abrar.saleh@uobabylon.edu.iq