( دجاجات متقاعدة تُعيد الحياة إلى بساتين الزيتون )

طباعة ورفع: ابرار صالح محي

عدد الزيارات: 51 مشاهدة

بواسطة اعلام المركز

تاريخ النشر: 2025/04/13

اخر تصفح: 2025/04/25

كتابة وتحرير - ادارة مركز البحوث البيئية

مشروع قبرصي مبتكر …
دجاجات متقاعدة تُعيد الحياة إلى بساتين الزيتون وتُواجه التغير المناخي :-
في قلب جبال ترودوس القبرصية، حيث تمتزج رائحة أشجار الزيتون العتيقة بهواء الجبال العليل يُكتب فصل جديد من قصص الاستدامة الزراعية حيث يحوّل مزارعون مئات الدجاجات المُسنّة التي أنهت حياتها كـ "آلات بيض" في المزارع الصناعية إلى حلفاء طبيعيين في معركة تحسين إنتاجية الزيتون، ومكافحة التغير المناخي، وإحياء التربة.
-من الذبح إلى البستان: حياة ثانية للدجاجات بدلًا من مصيرها المحتوم في المسالخ بعد انتهاء فترة إنتاج البيض، تنعم الدجاجات المُنقَذَة بحرية التجول بين أشجار زيتون بستان "أكاكي العضوي"، حيث تقوم بمهام غير تقليدية:
- مهندسات التربة : عبر نقرها الأرض، تُهوّي التربة وتُحطم الأعشاب الضارة بشكل طبيعي، بينما تُحول فضلاتها الغنية بالنيتروجين إلى سمادٍ عضوي يغذي الأشجار دون مواد كيميائية.
- حلقة إعادة التدوير : تُغذى هذه الدجاجات بنفايات الطعام المجمعة من مدارس وقرى مجاورة، مما يُقلل انبعاثات الميثان من المكبات بنسبة 70% (وفق تقديرات المشروع)، ويُحوّل طناً من الهدر إلى موارد.
-زيت زيتون "سوبرفوود" بفضل أقدام دجاجة تكشف إيلينا كريستوفوروس، مالكة البستان، عن مفارقة عجيبة حيث ان الدجاجات التي اعتُبرت عاجزة صارت سرًّا وراء جودة زيتنا الفائقة فبتحليل العينات، وُجد أن الزيت الناتج يحتوي على مضادات أكسدة (فينولات) أعلى بـ 30% من المتوسط العالمي وات الكيمياء الحيوية للتربة المُغذَّاة بفضلات الدجاج، مما يمنح الزيت خصائص مضادة للالتهابات وتأثيرًا وقائيًا ضد الأمراض المزمنة.
-زراعة ذكية تُنقذ الكوكب:
لا يقتصر تأثير المشروع على البستان نفسه، فالمهندس الزراعي نيكولا نتين يشرح كيف تُعيد هذه الدورة البيئية تعريف الزراعة المستدامة:
- مُكافحة الجفاف : جذور أشجار الزيتون في البستان أصبحت أعمق بنسبة 25%، مما يزيد قدرتها على امتصاص المياه الجوفية ومقاومة موجات الحر المتكررة.
- محمية بيولوجية مصغرة : مع عودة الحشرات النافعة والكائنات الدقيقة إلى التربة، تشكلت شبكة حياة تلقائية تُقلل الاعتماد على المبيدات.
هل تصبح "دجاجات التقاعد" نموذجًا عالميًا؟
بعد عامين من التجربة، ارتفع إنتاج البستان من الزيتون 40% ، بينما انخفضت تكاليف الأسمدة والمياه بنسبة النصف.
النجاح اللافت دفع منظمات بيئية إلى دراسة تكرار المشروع في دول البحر المتوسط، حيث تُهدر ملايين الدجاجات سنويًا بعد انتهاء إنتاجها وهذا ليس زراعةً فحسب بل ثورة أخلاقية .
تُلخّص إيلينا فلسفة المشروع الذي يدمج بين رحمة بالكائنات، وذكاء بيئي، وجودة استثنائية تمنح زيت الزيتون القبرصي مكانةً جديدة في السوق العالمية ...

اعلام جامعة بابل  اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: تنمية مستدامة
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: abrar.saleh@uobabylon.edu.iq