يُشكِّل الخطر الإشعاعي الناجم عن أي اعتداء محتمل على المنشآت النووية الإيرانية وما قد يترتب عليه من تسرب للمواد المشعة، تهديداً مباشراً متعدد الأبعاد لدولة العراق لما له من مخاطر كارثية تمسُّ البيئة، والصحة العامة، والاقتصاد، والاستقرار الاجتماعي، والأمن الوطني العراقي بأسره فهذا الخطر لا يقتصر على لحظة التفجير أو التسرب الأولى؛ بل يتعداها ليُطلِق سلسلة من التداعيات الكارثية بسبب قرب العراق الجغرافي من هذه المنشآت، وتأثُّره المباشر بالظروف الجوية السائدة (كالرياح التي تنقل الغبار المشع عبر الحدود)وهذا يجعل من العراق أول المتلقين لضربات هذه الكارثة البيئية والصحية غير المسبوقة. وعليه، فإن فهم طبيعة هذا الخطر متعدد الجوانب ليس مجرد تحذير نظري، بل هو استعداد ضروري لمواجهة سيناريو قد يُعيد رسم خريطة المعاناة في المنطقة لعقود قادمة ...
مستويات الخطر على العراق :-
1. منخفض إلى متوسط :- في سيناريوهات استهداف منشآت تخصيب يورانيوم (مثل نطنز/ فوردو) أو مستودعات تخزين (التسرب محدود غالباً).
2. عالٍ جداً وكارثي :- في سيناريو تدمير مفاعل نووي نشط (مثل بوشهر)
تسرب هائل لنظائر خطيرة (اليود-131، السيزيوم-137، السترونتيوم-90) قد يسبب كارثة إقليمية مماثلة لتشيرنوبيل.
العوامل الحاسمة لتحديد مستوى الخطر :-
1. نوع المنشأة وحجم الضرر (مفاعل نشط = أخطر بكثير من منشأة تخصيب).
2. القرب من الحدود (فوردو الأقرب ~350-400 كم، ثم نطنز، فبوشهر الأبعد).
3. اتجاه الرياح (العامل الأهم - الرياح الصيفية السائدة حالياً تبعد عن العراق، لكن الوضع متغير).
الآثار المحتملة حتى في السيناريوهات الأقل خطراً :-
ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان على المدى الطويل.
تلوث محدود للتربة والمياه.
آثار اقتصادية بسبب القلق الإقليمي.
التحدي الرئيسي هو عدم الجاهزية العراقية :-
الافتقار للبنية التحتية والخطط الكافية لمواجهة حادث إشعاعي كبير يزيد المخاطر.
تدابير طارئة واجبة التنفيذ :-
1. نظام إنذار مبكر :- شبكة كواشف إشعاعية على الحدود مع إيران.
2. بروتوكول وطني للطوارئ الإشعاعية :-
قيادة موحدة (الهيئة الوطنية للرقابة النووية).
تنسيق فاعل بين الجهات (الصحة، الدفاع المدني، البيئة، الإعلام).
آلية واضحة لنشر المعلومات والإرشاد للمواطنين.
3. تعزيز القدرات الطبية :-
تجهيز مستشفيات مختارة ببروتوكولات علاج الإصابات الإشعاعية.
تدريب الكوادر الطبية.
توفير وتوزيع سريع لأقراص يوديد البوتاسيوم في المناطق الحدودية المعرضة.
ملاحظة مهمة من الواقع :-
الاستهداف العسكري المحتمل للمفاعلات النووية يرجح تركيزه على منشآت التخصيب والتخزين المرتبطة بالبرنامج العسكري المزعوم فاستهداف مفاعلات طاقة نشطة (مثل بوشهر) مستبعد عملياً بسبب المخاطر الكارثية المباشرة على دول الجوار والخليج بأكمله، مما يقلل جداً احتمالية السيناريو الكارثي للعراق.