شارع المكتبات إرث الحلة ومرآة حضارتها في مواجهة تحدي النفايات ...

طباعة ورفع: ابرار صالح محي

عدد الزيارات: 21 مشاهدة

بواسطة اعلام المركز

تاريخ النشر: 2025/06/24

اخر تصفح: 2025/06/29

كتابة وتحرير - ادارة مركز البحوث البيئية

في قلب الحلة الفيحاء، يمتد شارع تتنفس جدرانه عبق التاريخ وتتراقص حجارته على إيقاع ذكريات الأجيال. إنه شارع المكتبات، شريان الحلة القديمة الذي شهد على مدى عقود طويلة توافد الأسر المتعطشة للمعرفة والمهتمين بالثقافة. لا يُعتبر مجرد طريق للمرور، بل هو سجل حي يحكي قصة المدينة، ويحمل في طياته إرثًا تاريخيًا عظيمًا لأغلب عوائل الحلة.
كان هذا الشارع على الدوام مركزًا للنشاط الثقافي والتجاري، ونقطة التقاء العقول والأفكار. ومن هذا المنطلق، فإنه يستحق أن يكون في أبهى حلله، وأن يعكس الصورة المشرقة لتاريخ وثقافة الحلة. ولكن، هل الواقع يتماشى مع هذا الأمل؟
تحدي النفايات مسؤولية مشتركة :-
للأسف، لا يزال شارع المكتبات، شأنه شأن العديد من الأسواق والمناطق المكتظة بالسكان، يعاني من مشكلة النفايات الصلبة وشبه الصلبة والسائلة، بل والغازية في بعض الأحيان. إن تكدس النفايات في الأماكن العامة، خاصة في الأسواق التي تشهد كثافة سكانية عالية، لا يشوه المنظر الجمالي فحسب، بل يُعد مشكلة بيئية وصحية خطيرة على حياة الأفراد. فانتشار الميكروبات والأمراض يصبح أمرًا لا مفر منه، مما يهدد صحة وسلامة السكان.
لقد أصبحت مشكلة النفايات الصلبة اليوم قضية عالمية تؤرق المدن المتقدمة والنامية على حد سواء. إنها معركة يومية يشغل بها البيئيون والاقتصاديون والمخططون عقولهم بحثًا عن حلول جذرية وعلمية وسريعة. فإذا علمنا أن معدل إنتاج الفرد الواحد من القمامة يصل إلى حوالي 1 كيلوغرام يوميًا، أي ما يعادل 30 كيلوغرامًا شهريًا، تتضح لنا ضخامة المشكلة. وهذا المعدل يزداد تبعًا للنمو السكاني وارتفاع المستويات الاقتصادية. فكيف يكون الحال إذا كانت هذه النفايات تُطرح من مواقع تجارية وصناعية وسط مناطق سكنية ومكتظة؟ حتمًا ستكون الكميات أكبر بكثير، وستتضاعف التحديات.
من المسؤول؟ الساكن، التاجر، أم البلدية ؟
يطرح هذا التحدي سؤالًا جوهريًا من المسؤول عن الحفاظ على نظافة وجمال شارع المكتبات ؟ هل تقع المسؤولية بالكامل على عاتق الساكنين في الشارع ؟ أم هي مسؤولية التجار وأصحاب المحلات التجارية الذين يعملون فيه ؟ أم أن الجهات البلدية هي المسؤولة الوحيدة عن تنظيم ورفع النفايات ؟
في الحقيقة، إنها مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود وتعاون الجميع، وتقع بالتساوي على أكثر من جهة واحدة، وكالآتي :-
1. الساكنون والتجار :- يقع عليهم جزء كبير من المسؤولية في الحفاظ على نظافة محيطهم المباشر. يجب عليهم الالتزام بالمواعيد المحددة لرمي النفايات، ووضعها في الأماكن المخصصة لها، والحرص على فرزها قدر الإمكان. الوعي البيئي يبدأ من الفرد، وكل يد تسهم في النظافة هي لبنة في بناء مجتمع أجمل.
2. الجهة البلدية :- تتحمل البلدية المسؤولية الأكبر في توفير البنية التحتية اللازمة لإدارة النفايات، من توفير حاويات كافية، ووضع خطط منتظمة لجمعها ونقلها، وتوفير آليات لمعالجتها والتخلص منها بطرق صحية وسليمة. كما أن دور البلدية لا يقتصر على التنظيف، بل يشمل أيضًا التوعية وتطبيق القوانين الرادعة للمخالفين.
لقد شهد شارع المكتبات مؤخرًا تحسينات في البنية التحتية، حيث تم مد التبليط فيه، مما سهل حركة مرور السيارات وأضاف لمسة جمالية. هذا التطور يعزز من أملنا في أن يشهد الشارع تحولًا شاملًا نحو الأفضل والأجمل. إننا نطمح أن يعود شارع المكتبات إلى رونقه التاريخي، ليبقى كما عهدناه رمزًا ثقافيًا وحضاريًا للحلة.
إن الحفاظ على نظافة وجمال شارع المكتبات هو واجب وطني وأخلاقي. فلنجعل من هذا الشارع نموذجًا يُحتذى به في التعاون المجتمعي، ولنعمل معًا، أفرادًا ومؤسسات، ليعود هذا الصرح التاريخي إلى ألقه، ويستمر في كونه منارة للعلم والثقافة في قلب مدينتنا. ما هي الخطوة الأولى التي يمكننا اتخاذها اليوم لتحقيق ذلك ؟
# يرصد مركزنا الكوارث ويترك للجهات المعنية القادرة على ازالتها او الحد منها القرار ...... معاً لمستقبل افضل#
فريق عمل وحدة الحد من مخاطر الكوارث

اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: وحدة الحد من مخاطر الكوارث
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: abrar.saleh@uobabylon.edu.iq