الجمعية والكرامة قلب الحلة النابض يستغيث ...

طباعة ورفع: ابرار صالح محي

عدد الزيارات: 10 مشاهدة

بواسطة اعلام المركز

تاريخ النشر: 2025/06/25

اخر تصفح: 2025/06/29

كتابة وتحرير - ادارة مركز البحوث البيئية

في قلب مدينة الحلة، تقع منطقتا الجمعية والكرامة، شريانان حَيَوِيَّان يزخران بتفاصيل الحياة اليومية. هنا تتشابك خيوط السكن والتجارة والمدارس، لتصنع نسيجًا اجتماعيًا فريدًا. يفد إليهما كل سكان المدينة صباحًا ومساءً، مما يجعلهما مركزًا لتدفق الحياة وحركة لا تتوقف. ومع هذا النشاط المستمر، تعاني الطرق المؤدية والخارجة من وإلى الجمعية والكرامة من الازدحام الشديد، وهي بحاجة ماسة إلى تبليط كامل يُعيد إليها حيويتها ويُسهّل حركة المرور فيها.
ولكن المشهد الأكثر إيلامًا يكمن في تراكم النفايات بشتى صورها وطرقها…
السؤال هنا: كيف يكون مكان بهذا الحجم من الأهمية، يرتاده آلاف الأشخاص يوميًا، غارقًا في أكوام القمامة؟ وكيف يمكننا الوصول إلى شوارع وسط المدينة مبلطة وسليمة، بينما تُهمل هذه المناطق الحيوية؟
مخاطر النفايات تهديد صامت للصحة العامة :-

إن مشهد النفايات المتراكمة في الجمعية والكرامة ليس مجرد مظهر غير حضاري، بل هو تهديد صامت وخطير للصحة العامة*لأهالي الحلة.
المخاطر الصحية على الإنسان جراء هذا التلوث متعددة وخطيرة للغاية، وتشمل :-
الأمراض الجلدية :- تنتشر بكثرة بسبب التلامس المباشر أو غير المباشر مع النفايات الملوثة.
أمراض الجهاز التنفسي :- تنتج عن استنشاق الروائح الكريهة والغازات السامة المنبعثة من تحلل النفايات، والتي قد تسبب التهابات مزمنة وحساسية.
الأمراض السرطانية والطفرات الجينية وعيوب خلقية والفشل الكلوي :- يمكن أن تنجم عن التعرض المطول للمركبات الكيميائية السامة الموجودة في بعض أنواع النفايات، مثل الزئبق والديوكسينات، التي قد تنبعث عند حرق النفايات عشوائيًا.
تأثير على أداء الجهاز التناسلي، الصداع، الغثيان، تهيج العينين، وتحسس البشرة :- كلها أعراض شائعة للتعرض للملوثات البيئية الناتجة عن النفايات.
العدوى المعوية بسبب الحشرات :- مثل الذباب الذي يتغذى على النفايات وينقل الجراثيم إلى الطعام والأسطح.
أمراض الجهاز الهضمي :- تنتج عن أنواع مختلفة من البكتيريا، مثل السالمونيلا وبكتيريا إي كولاي (E. coli)، والفيروسات التي قد تؤدي إلى التهاب الأمعاء، والتي تنتقل من البراز البشري أو الحيواني الموجود في النفايات.
فيروس التهاب الكبد :- ينتقل من خلال تناول طعام ملوث ببراز شخص مصاب، وهو أمر وارد جدًا في بيئة ملوثة.
الأمراض المنقولة من القوارض :- مثل داء البريمات (Leptospirosis) المرتبط ببول الجرذان، والذي يمكن أن يؤدي إلى اليرقان، التهاب السحايا، وتلف الكلى.
الطفيليات :- مثل التوكسوبلازما (Toxoplasma) التي ترتبط بفضلات الحيوانات كالقطط، وتسبب داء المقوسات الذي يمكن أن ينتقل إلى الجنين إذا أصيبت به المرأة الحامل، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
المخاطر المهنية :- يواجه الأشخاص الذين يتعاملون مع النفايات الطبية مخاطر إضافية من خلال الوخز بالإبر الملوثة بالفيروسات التي تنتقل عبر الدم، مثل التهاب الكبد الفيروسي.
تلوث المياه :- يحدث تلوث وتسمم من خلال مياه الصرف الصحي المتسربة، وتلوث وتسمم بعناصر ومركبات سامة بسبب إفراز المنتجات الصيدلانية منتهية الصلاحية.
الإصابات الجسدية :- الناتجة عن التعرض للنفايات الحادة، مثل الإبر المكسورة أو الزجاج.
الحل في أيدينا :-
إن معالجة مشكلة النفايات في الجمعية والكرامة، وتوفير بنية تحتية سليمة، يتطلب جهدًا جماعيًا وإرادة حقيقيةمن الجهات المعنية. لا يمكن فصل مشكلة تراكم النفايات عن الحاجة الملحة لتبليط الطرق وصيانتها؛ فكلاهما يصب في مصلحة صحة وسلامة وراحة المواطن.
إننا ندعو بشكل خاص :-
1. البلدية والدوائر الخدمية إلى وضع خطة عاجلة ومتكاملة لرفع النفايات بشكل منتظم وفعال، وتوفير عدد كافٍ من الحاويات المناسبة، مع تحديد مواعيد واضحة لجمع القمامة. كما يجب البدء الفوري بمشاريع تبليط وإعادة تأهيل الطرق في هذه المناطق الحيوية.
2. دائرة البيئة والصحة إلى تفعيل دورها الرقابي والتوعوي، من خلال حملات توعية مكثفة للمواطنين والتجار حول خطورة رمي النفايات العشوائي، وعواقب ذلك على الصحة العامة والبيئة.
3. المواطنين والتجار إلى الإسهام بمسؤولية في الحفاظ على نظافة محيطهم، والالتزام بوضع النفايات في الأماكن المخصصة لها، وعدم إلقائها في الشوارع. فالنظافة مسؤولية الجميع.

4. الاستثمار في التدويريجب على الجهات المعنية النظر بجدية في فرص تدوير النفايات. فما نراه اليوم كعبء بيئي، يمكن أن يتحول إلى مورد اقتصادي يدر الدخل ويوفر فرص عمل، ويساهم في بيئة أنظف وأكثر صحة.
شارع الجمعية والكرامة هما وجه الحلة، ومستقبل أبنائها. لنعمل معًا، يدًا بيد، لنجعل منهما نموذجًا يُحتذى به في النظافة والتنظيم، ومكانًا آمنًا وصحيًا يليق بسكان هذه المدينة العريقة. هل نحن مستعدون لاتخاذ هذه الخطوات نحو التغيير؟
# يرصد مركزنا الكوارث ويترك للجهات المعنية القادرة على ازالتها او الحد منها القرار ...... معاً لمستقبل افضل#
فريق عمل وحدة الحد من مخاطر الكوارث

اعلام جامعة بابل  

تاكات المحتوى: وحدة الحد من مخاطر الكوارث
لاي اسئلة او استفسارات, يمكنكم الاتصال بالكاتب عبر البريد الالكتروني: abrar.saleh@uobabylon.edu.iq